بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل: ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط﴾ (آل عمران 3: 18) فانظركيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم وناهيك بهذا شرفا وفضلا وجلاء ونبلا وقال الله تعالى: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ (المجادلة: 11) قال ابن عباس رضي الله عنهما: للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام. وقال عز وجل: ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾ وقال تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ وقال تعالى: ﴿قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب﴾ وقال تعالى: ﴿قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به﴾ تنبيها على أنه اقتدر بقوة العلم. وقال عز وجل: ﴿وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا﴾ بين أن عظم قدر الآخرة يعلم بالعلم. وقال تعالى: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾ وقال تعالى: ﴿ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾ رد حكمه في الوقائع إلى استنباطهم وألحق رتبتهم برتبة الأنبياء في كشف حكم الله. وقيل في قوله تعالى: ﴿ يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم﴾ يعني العلم ﴿وريشا﴾ يعني اليقين ﴿ولباس التقوى﴾ يعني الحياء. وقال عز وجل: ﴿ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم﴾ وقال تعالى: ﴿فلنقصن عليهم بعلم﴾ وقال عز وجل: ﴿بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم﴾ وقال تعالى: ﴿خلق الإنسان¤ علمه البيان﴾ وإنما ذكر ذلك في معرض الامتنان.
فضل العلم في السنة
قوله عز وجل: ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط﴾ (آل عمران 3: 18) فانظركيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم وناهيك بهذا شرفا وفضلا وجلاء ونبلا وقال الله تعالى: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ (المجادلة: 11) قال ابن عباس رضي الله عنهما: للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام. وقال عز وجل: ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾ وقال تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ وقال تعالى: ﴿قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب﴾ وقال تعالى: ﴿قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به﴾ تنبيها على أنه اقتدر بقوة العلم. وقال عز وجل: ﴿وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا﴾ بين أن عظم قدر الآخرة يعلم بالعلم. وقال تعالى: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾ وقال تعالى: ﴿ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾ رد حكمه في الوقائع إلى استنباطهم وألحق رتبتهم برتبة الأنبياء في كشف حكم الله. وقيل في قوله تعالى: ﴿ يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم﴾ يعني العلم ﴿وريشا﴾ يعني اليقين ﴿ولباس التقوى﴾ يعني الحياء. وقال عز وجل: ﴿ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم﴾ وقال تعالى: ﴿فلنقصن عليهم بعلم﴾ وقال عز وجل: ﴿بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم﴾ وقال تعالى: ﴿خلق الإنسان¤ علمه البيان﴾ وإنما ذكر ذلك في معرض الامتنان.
فضل العلم في السنة
جاءت
عن المصطفى ** أحاديث عدة في فضل العلماء منها ما رواه مسلم من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه أن الرسول ** قال: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل
له به طريقاً إلى الجنة".
قال الإمام الطيبي: والضمير في به عائد إلى من، والباء للتعدية أي يوفقه أن
يسلك طريق الجنة وقال الرسول **: "من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله
حتى يرجع" رواه الترمذي.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله **: "لا حسد إلا في اثنتين:
رجل آتاه مالاً فسلّطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي
بها ويعلمها" متفق عليه.
والمراد بالحسد في هذا الحديث الغبطة بأن يتمنى مثل حال المغبوط، لا أن
يتمنى زوال نعمة غيره فذلك هو الحسد المنهي عنه في قوله تعالى: >>
ومن شر حاسد إذا حسد << ومما يدل علي تكريم الإسلام للعلم أنه جعله
فريضة على كل مسلم في قوله **"طلب العلم فريضة على كل مسلم" أخرجه ابن ماجه
وابن عدي وابن عبد البر وغيرهم.
قال العلامة المناوي: قد تباينت الأقوال وتناقضت الآراء في هذا العلم
المفروض على نحو عشرين قولاً وأجود ما قيل قول القاضي أن العلم المفروض هو
مالا مندوحة عن تعلمه كمعرفة الخالق جل وعلا ونبوة محمد ** وكيفية الصلاة
ونحوها فإن تعلمها فرض عين والظاهر أن المراد به كل ما يحتاجه المسلم من
أمور العقيدة وشرائع الإسلام من حلال وحرام مما جاء عن النبي **.
ويقول الرسول **: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم .
فأفاد هذا الحديث أن ابن آدم إذا مات توقف عمله فينقطع الثواب المترتب عليه
إلا من ثلاث خصال فإنه يدوم ثوابها للعامل بعد موته، وذلك لدوام أثر تلك
الأعمال حيث ينتفع غيرهم من بعدهم وهذه الخصال هي الصدقة الجارية كالوقف،
والعلم الذي ينتفع به من المصنفات التي تبقى بعد مؤلفها وينتفع منها الناس
ولو بعد وفاته كما قال القاضي تاج الدين السبكي في شرحه لهذا الحديث.
وثالثة تلك الخصال هي الولد المسلم إذا كان صالحاً مستقيماً باراً بوالديه فيدعو لهما بعد وفاتهما بالمغفرة والرحمة.
وقد ورد في معنى هذا الحديث أحاديث أخرى تشمل خصالاً وأعمالاً كثيرة ينتفع
من أجرها وثوابها ابن آدم بعد وفاته. منها ما رواه ابن ماجة وابن خزيمة من
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال الرسول **: "إن مما يلحق المؤمن من
عمله وحسناته بعد موته: علماً نشره أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورّثه.
أو مسجداً بناه أو بيتاً لابن السبيل بناه أو نهراً أجراه أو صدقةً أخرجها
من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته".
إن هذا الحديث دعوة للمسلمين والمسلمات بالمساهمة في المشاريع الخيرية
ببناء المساجد والحرص على نشر العلم وتعليم القرآن وطباعة المؤلفات ومساعدة
الفقراء وأبناء السبيل بالمال والطعام والشراب والمسكن لينالوا أجرها
وثوابها عند الله تعالى.
فهذه زبيدة بنة جعفر زوج هارون الرشيد لما ماتت رآها عبدالله بن المبارك في
المنام وهو يقول لها: ما فعل الله بك؟ قالت غفر لي في أول مِعْوَلٍ ضُرِبَ
في طريق مكة. وهي تشير بذلك لما اشتهر عنها من صدقات وتذليل لطريق الحج
وبذلها للمعروف وأعمال البر في مكة ومواسم الحج لا سيما سقيا الحجاج من عين
زبيدة ذكر هذه القصة الحافظ المؤرخ ابن كثير في البداية والنهاية في حوادث
سنة ست عشرة ومئتين للهجرة.
وفي نهاية هذا الموضوع أود أن أشير إلى أن الجهل داء عضال يفتك بالأمم،
والخير كل الخير في طلب العلم لما تقدم من فضله في الكتاب والسنة، وإن أمة
ترضى بالجهل ستجني عواقب ذلك في تخلفها الحضاري في مجالات الحياة كافة في
النواحي العلمية والإجتماعية والإقتصادية وغيرها، وللجهل عواقبه الوخيمة
على الفرد والمجتمع حيث تسوء الأخلاق وتكثر الجرائم ويعم الكسل وما أحسن
قول القائل "خير المواهب العقل، وشر المصائب الجهل" وأختم بقول الشاعر:
العلم يرفع بيتاً لا عماد له
والجهال يهدم بيت العز والشرف
العلم يسمو بقوم ذروة الشرف
وصاحب العلم محفوظ من التلف
ياطالب العلم مهلاً لا تدنسه
بالموبقات فما للعلم من خلف
وقفة
قال الإمام أحمد بن حنبل: الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب
لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين، والعلم يحتاج إليه
في كل وقت
عن المصطفى ** أحاديث عدة في فضل العلماء منها ما رواه مسلم من حديث أبي
هريرة رضي الله عنه أن الرسول ** قال: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل
له به طريقاً إلى الجنة".
قال الإمام الطيبي: والضمير في به عائد إلى من، والباء للتعدية أي يوفقه أن
يسلك طريق الجنة وقال الرسول **: "من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله
حتى يرجع" رواه الترمذي.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله **: "لا حسد إلا في اثنتين:
رجل آتاه مالاً فسلّطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي
بها ويعلمها" متفق عليه.
والمراد بالحسد في هذا الحديث الغبطة بأن يتمنى مثل حال المغبوط، لا أن
يتمنى زوال نعمة غيره فذلك هو الحسد المنهي عنه في قوله تعالى: >>
ومن شر حاسد إذا حسد << ومما يدل علي تكريم الإسلام للعلم أنه جعله
فريضة على كل مسلم في قوله **"طلب العلم فريضة على كل مسلم" أخرجه ابن ماجه
وابن عدي وابن عبد البر وغيرهم.
قال العلامة المناوي: قد تباينت الأقوال وتناقضت الآراء في هذا العلم
المفروض على نحو عشرين قولاً وأجود ما قيل قول القاضي أن العلم المفروض هو
مالا مندوحة عن تعلمه كمعرفة الخالق جل وعلا ونبوة محمد ** وكيفية الصلاة
ونحوها فإن تعلمها فرض عين والظاهر أن المراد به كل ما يحتاجه المسلم من
أمور العقيدة وشرائع الإسلام من حلال وحرام مما جاء عن النبي **.
ويقول الرسول **: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم .
فأفاد هذا الحديث أن ابن آدم إذا مات توقف عمله فينقطع الثواب المترتب عليه
إلا من ثلاث خصال فإنه يدوم ثوابها للعامل بعد موته، وذلك لدوام أثر تلك
الأعمال حيث ينتفع غيرهم من بعدهم وهذه الخصال هي الصدقة الجارية كالوقف،
والعلم الذي ينتفع به من المصنفات التي تبقى بعد مؤلفها وينتفع منها الناس
ولو بعد وفاته كما قال القاضي تاج الدين السبكي في شرحه لهذا الحديث.
وثالثة تلك الخصال هي الولد المسلم إذا كان صالحاً مستقيماً باراً بوالديه فيدعو لهما بعد وفاتهما بالمغفرة والرحمة.
وقد ورد في معنى هذا الحديث أحاديث أخرى تشمل خصالاً وأعمالاً كثيرة ينتفع
من أجرها وثوابها ابن آدم بعد وفاته. منها ما رواه ابن ماجة وابن خزيمة من
حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال الرسول **: "إن مما يلحق المؤمن من
عمله وحسناته بعد موته: علماً نشره أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورّثه.
أو مسجداً بناه أو بيتاً لابن السبيل بناه أو نهراً أجراه أو صدقةً أخرجها
من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته".
إن هذا الحديث دعوة للمسلمين والمسلمات بالمساهمة في المشاريع الخيرية
ببناء المساجد والحرص على نشر العلم وتعليم القرآن وطباعة المؤلفات ومساعدة
الفقراء وأبناء السبيل بالمال والطعام والشراب والمسكن لينالوا أجرها
وثوابها عند الله تعالى.
فهذه زبيدة بنة جعفر زوج هارون الرشيد لما ماتت رآها عبدالله بن المبارك في
المنام وهو يقول لها: ما فعل الله بك؟ قالت غفر لي في أول مِعْوَلٍ ضُرِبَ
في طريق مكة. وهي تشير بذلك لما اشتهر عنها من صدقات وتذليل لطريق الحج
وبذلها للمعروف وأعمال البر في مكة ومواسم الحج لا سيما سقيا الحجاج من عين
زبيدة ذكر هذه القصة الحافظ المؤرخ ابن كثير في البداية والنهاية في حوادث
سنة ست عشرة ومئتين للهجرة.
وفي نهاية هذا الموضوع أود أن أشير إلى أن الجهل داء عضال يفتك بالأمم،
والخير كل الخير في طلب العلم لما تقدم من فضله في الكتاب والسنة، وإن أمة
ترضى بالجهل ستجني عواقب ذلك في تخلفها الحضاري في مجالات الحياة كافة في
النواحي العلمية والإجتماعية والإقتصادية وغيرها، وللجهل عواقبه الوخيمة
على الفرد والمجتمع حيث تسوء الأخلاق وتكثر الجرائم ويعم الكسل وما أحسن
قول القائل "خير المواهب العقل، وشر المصائب الجهل" وأختم بقول الشاعر:
العلم يرفع بيتاً لا عماد له
والجهال يهدم بيت العز والشرف
العلم يسمو بقوم ذروة الشرف
وصاحب العلم محفوظ من التلف
ياطالب العلم مهلاً لا تدنسه
بالموبقات فما للعلم من خلف
وقفة
قال الإمام أحمد بن حنبل: الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب
لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين، والعلم يحتاج إليه
في كل وقت